28‏/9‏/2010

إما قاتلاً أو ابن عمه

تجهم وجهي واعتراني فيض حزن حيواني وأنا أشاهد  الدم يتدفق من رأس الحمار المسكين مختلطاً  بدماء بني آدم  , وأشلاءَه مختلطة  بأشلائهم , وعندما أزحت وجهي  عن وسيلة التجهيل الفضائية التي من أهم وظائفها إلغاء العقل والروح وتعويد الإنسان على  مناظر القتل  اليومية , وكان وجه صديقي أكثر حزناً منّي  ,  اصطدمت عيناه بعينيّ , حاول أن يخفي ضعفه الذكوري الشرقي مبعداَ عينيان تضجان بالدموع......!!!!!
شو ذنب هالمسكين يروح بحرب  إنسانية .........
هل تجاوز بني آدم كل حدود الوحشية والحيوانية , وهل  ما زالت كلمة بني آدم  تعني ما كانت تعنيه ,أم أننا بالأساس قد طليناها بكل أنواع وألوان الأصباغ لننسى أن أبانا آدم  , هو  صاحب الخطيئة الأولى , وأن ابنه صاحب أول جريمة في التاريخ , وأننا منحدرون من  سلالة إمّا قاتلاً او مقتولاً 

18‏/9‏/2010

الدجاجات التي أكلت نفسها

فرك أبو حنان يديه ببعضهما والإبتسامة تعلو وجهه ، ثم ضرب كفّاً بكف وازداد ابتساماً ، نادى أم حنان التي جاءت مسرعة ولما رأت ما هو عليه
- خيراً  إنشاء الله ........
وقبل أن تكمل جملتها وبحركة من يديه قال لها
- بسرعة  أندهي لي أبا عيسى فوراً ، 
ولمّا علت إشارات الحيرة والتعجب وجهها أردف أبو حنان
- ولك أبو عيسى جارنا ،أي نعم جارنا لا يذهب عقلك إلى البعيد ، صدق من قال إن عقل المرا لا يغدو أن يكون كعقل الدجاجة ، نعم الدجاجة الدجاجة
وكانت أم حنان خرجت حالا لألاّ تسمع المزيد ، ضحك أبو حنان ثم قهقه بصوت عال 
- كم أنت فهيم وعليم وحكيم يا أبو حنان ، الآن سأضرب عصفورين بحجر واحد ، بل أكثر من عصفورين ، سأساعد الرجل ، وأكسب حسنة لله هكذا لوجه الله ، فلم يعد لي من مطمع في هذه الحياة الفانية ، فلْأتفرغ لأكنز لي كنوزاً في السماء ، ثم ما المانع إن استفدت وأفدت
- السلام عليكم يا جاري العزيز
أيقظه صوت جاره أبي عيسى من خيالاته وأحلامه ، وأسرع لاستقباله وإحضار كرسي له ، غير ملاحظ علامات الاستغراب على وجهه ، وعلت كلمات  الترحيب بجاره  الذي ازداد حيرة وخاصة حين  أمر زوجته بإحضار القهوة لجاره العزيز الذي بدأ حواره معه
- اسمع يا جاري العزيز ، لقد .... هل تصدقني إذا قلت لك إنني ...أفكر فيك من أكثر من أسبوع لم تغادر بالي ياجاري العزيز
- خير انشاء الله
- لا ... لا شيء ... فقط قلت لحالي  لماذا يا أبا حنان لا تقدم مساعدة بسيطة لجارك  أبي عيسى  فهو لا عمل لديه ولا عنده شبرين من الأرض ليتسلى فيهما فما المانع أن أساعده
- وكيف ستساعدني ياجاري العزيز
_ اسمع .... سأشتري لك  عشر دجاجات بالتمام والكمال ، ما رأيك يا جاري العزيز
- كيف يعني ؟
- تمهل يا جاري العزيز تمهل ففي العجلة الندامة وفي التأنّي السلامة ، سأبين لك كل شيء ، اعتبر الدجاج لي وهي في عهدتك ، أنا أدفع ثمنها وأشتريها لك ، لك ها , وانت   تربيها ، وتحصل انت  ، ها .. أنت وأنا على البيض ، بمعنى نتقاسم البيض مناصفة .
وهنا بدأ لسان أبي عيسى يمسح شفتيه بلسانه ويعض عليهما بأسنانه ، هازاً رأسه بدون انتباه ، محدثاً نفسه " ‘إيييه كم مضى عليك يارجل لم تشم رائحة البيض المقلي ، بل والمسلوق  أيضاً 
- أي لم ترد علي ياجاري العزيز ؟ ماذا قلت ، هكذا لوجه الله  ، يميناً معظماً لوجه الله . طبعاً موافق ها ، خير البر عاجله ، هيّا ياصديقي هيا
وقبل أن تحضر زوجته فنجان القهوة كانت يد أبي حنان تسحب أبا عيسى خلفها خارج الدار ،  ومشت أم حنان خلفهما حتى باب الدار
والدهشة تعلو وجهها
يتبع

4‏/7‏/2010

المتغير الوحيد في حياته ، عداد الزمن ما زال مستمراً بالعمل رغم شعوره ببطء نبضاته , فالبارحة عندما جلس أمام مكتبه أعلنت الساعة على الشاشة أمامه الثامنة من صباح يوم الأربعاء 10/14/ 2009 أما اليوم فأصبح 10/15 وغير ذلك لا يشعر بأي تغيرات إلا عندما يتجرأ أو يضطر للنظر إلى المرآة , فيعتريه الأسى والحزن ويشعر بان هذه الصحراء أعطت لونها ليس لبشرته فحسب بل حتى لروحه , وعندها فقط يعرف معنى أن ينتمي الإنسان لبلاد الشام
كآخر كل يوم عاد إلى زنزانته المنفردة , القى بحمل جسده عنه على السرير بكامل لباسه , والعتمة تلف المكان, لا يريد إشعال النور , فلا يرغب أن يراه أطفاله يمسح الدموع من عينيه , فاليوم أيضاً فقد صديقا عزيزا عليه
- ولكنني فقدت كل شيء عزيز منذ ذرفت أول دمعة رحيل , قال في نفسه
بحث عن لحافه ليغطي رأسه بمزيد من العتمة , أين ذهب اللعين ؟! يا إلهي كيف أنام بدون اللحاف والكونديشن شغال, صحيح نحن في منتصف تشرين ولكن لا يمكن أن تنام هنا بدون التبريد فالرطوبة ألعن من الحر , حسناً أطفأ جهاز التكييف , لا .... لا يمكنني ذلك لأنني أصبح وجلدي ملوناً كجلد النمر من الحساسية
أشغل نفسه بهذه الأمور الثلاثة , اللحاف , الكونديشين , الحساسية والبرد الذي يمسك أسفل رجليه
أغمض عينيه على دموع رجل شرقي خوفا أن تراها الصور المتعربشة على جدران الغرفة , وعندما فتح عينيه في الصباح كان أول ما وقعت عليه اللحاف الذي ينام تحت رأسه بهدوء وسكينة وأمن

18‏/6‏/2010

صباحات



لا معنى لفنجان القهوة ، فلا رائحة له ولا طعم ، لا صوت العصافير ولا زقزقة الصغار ، لا جمال الوردة الجورية ولا رائحة الحبيب ، ولا نسيم صباحي يهز شجر الليمون ، لا شجر ليمون ، ولا  تساقط حبات التوت الشامي .
أطفيء النار ، تقذفني قدماي إلى شط العرب
لاصوت ارتطام  للأمواج  ولا رائحة للبحر تخترق الأنف  لتصل الدماغ ،  والزرقة أقرب إلى الرمادي ، هي لاتشبه زرقة البحر ولا زقة السماء
بعض الطيور ، فاقدة توازنها تعلو وتهبط في حركة لا معنى لها، لا البحر بحر ولا السماء سماء ولا أنت أنت أيها المتشرد ، لماذا لاتجمع ماتبقى لك من أشلاء في هذه الصحراء التي لا تتسع لضحكة طفل أو ظل امرأة ، وأنت تبعثر بقايا ذاكرة لا تعرف نعمة النسيان ، في صحراء لا تحرك شمسها اللاهبة صقيع العقل ، ماذا تنتظر أيها الصعلوك ..؟؟؟؟ أتنتظر أربعين...................
قف هنا أمام الرقم المقدس .... فأنت لا تصوم الأربعين ولا أمل لك بالأربعين .انتظر نهاية يوم آخر
انتظر

18‏/5‏/2010

أشياء حميمية 2

بجمالية لا مثيل لها استطاع الشاعر جوزيف حرب أن يجعل الأبواب تحس بأحاسيسنا ومشاعرنا ، ولكن شا عرنا اليوم ذهب بنا بعيداَ ، وأبعد مما فعله شاعرنا الأول ، حيث جعل الأبواب تنطق بأحاسيسها ومشاعرها ونقل لنا أفراحها وأحزانها
ليس ثرثاراً
فأبجديته المؤلفة من حرفين فقط
تكفيه تماماً للتعبير عن وجعه
(طق !)
كم من مرّة نقلنا وجعنا إلى باب من اللأبواب وكم ومن مرة جعلتنا أبجدية ألم الباب نتنفس الصعداء
و
وحده يعرف جميع الأبواب
هذا الشحاد
ربما لأنه مثلها
مقطوع من شجرة
هل حاول أحدنا أن يبنى علاقة مع باب من الأبواب العديدة التي نمر بها يومياً بهذه الحساسية ، ليصل إلى الأصل الواحد
باب الكوخ
يتفرج بكل راحة
مسكين باب القصر
تحجب المناظر عن عينيه ، دائماً
عجقة الحراس
أصمت أيها المجنون فلا تعليق عندك يليق بأحاديث الأبواب ، فمن يحب أن يسمهعا من أصحابه بكبسة على غوغول يمكن أن

16‏/5‏/2010

ابتكار عربي


الموت : دائماً له وقع مختلف وطعم مختلف متى كان زمانه وأين 

كان مكانه , ودائما يكون بطرق مبتكرة خاصة إذا كان مكانه بين الماءين ، وزمانه  زمان النباح  والعواء والخواء , وحتى الموت 
الإلكتروني على الطريقة العربية
 أخوية ، لم تكن مكان لتجمع آرائنا وأفكارنا , كانت بديلاً لوطن 
 ابتعدنا عنه وبقينا عالقين في رماله المتحركة , بكبسة زر  أرى 
 بردى وأشم رائحة النعنع البري على ضفاف العاصي ,أسمع 
 الأوف من فلاحة ,أداعب ورق أيلول ,وأجلس في قهوة عالمفرق, 
 أراقب العشاق الذين احتلوا  مقاعدنا  فيها بعد أن تركنا الزمان في 
آخر محطاته ، كانت أخوية صباحات التي يتكتك فيها العصفور كل
 يوم رغم أنني كنت أطوّل سهرتي هناك , ولكن شيء ما يدفعني
 للإستيقاظ باكراً , لأقول لكم صباح الخير
بدلاً لغربة مشبعة بالنفط والغبار والخواء , جرعة من أكسير الأمل والفرح أرتشفها ساعة أشاء بكبسة زر , اختفت على الطريقةالعربية
ولكن  الدماء التي انتشرت لم تكن دماء القتيل , كانت دماء من نوع آخر ودموع  من نوع آخر أيضا .
صعب هو الموت , وأصعب منه الموت الجماعي . حتى ولو كان
ا لموت الإلكتروني , وحتى ولو كان القتلى من أمة احترفت القتل
 بأبشع أشكاله وبدون أسباب

أخوية لم تكن عالماً افتراضياً ؟؟؟؟!!!!! 
كانت عالماً بديلا وجميلا  عما يمر بنا من أيام لا نحسد عليها 
 لأنني تعلمت فيها ولم أتخرج منها ,لأن من يدخل أخوية يبقى 
طالباً رغم كل شيء , لأنه يتعلم في كل لحظة يدخل إليها
فجأة لحقت أخوية بكل  شيء فقدناه في أمة لم يتعود أبناؤها على 
التحكم بعواطفهم عندما يفقدون الأشياء الرخيصة , بعد أن فقدوا
 كل الأشياء الغالية
مشكور كل من ساهم بولادة أخوية  , وكل من ساهم بوجودها 
وتطورها , ومشكور كل من ساهم بقتلها وقتلنا  , لأننا تعودنا على 
الموت بكل أساليبه الحضارية والعربية , وتعودنا قتل الأفكار 
 والمشاعر
 ولا أستطيع إلا أن أقول كما قال شاعرنا الكبير بشارة الخوري

يا أمة غدت الذئاب تسوسها

غرقت سفينتها فأين رئيسها

غرقت فليس هناك غير حطائم

يبكي مؤبنها ويضحك سوسها

وما زلت بانتظار أن تولد أخوية من جديد كطائر الفينيق

هل يحق لنا أن نحلم , أو نأمل

أظن ذلك

تناقض أسماء


تسمى وسائل الإعلام بهذه التسمية و لأن مهمتها الإعلام , كما أن الكندرجي والبويجي يعتمد في تسميتهم على نوع العمل او الفعل الذي يمارسه كل منهما , فالكندرجي يقوم بإصلاح الكنادر , أو كان يقوم بإصلاح الكنادر قبل التطور المذهل والوصول إلى عصر الإستخدام لمرة واحدة , لمعظم السلع ابتداء من زجاجة الكوكا كولا مرورا بالأزواج والزوجات وليس آخرها المواطن استخدام مرة واحدة أو الوطن استخدام مرة واحدة وهي الرحيل عنه أو فراقه (روحة بلا رجعة أو مؤبداً مثل العديد من الأفعال العربية التي تحمل صفة المؤبد كالسجن المؤبد والغباء المؤبد ...... الخ من المؤبدات)
 وحدها ماتسمى بوسائل الإعلام العربية هي التي لا ينطبق عليها قانون الإستخدام مرة , واحدة , وليس لأنها فوق القانون بل لأنها كلها متشابهة , فعندما تحاول أن تستعلم عمّا يدور حولك في العالم , تفتح الصندوق الذي تحبس الدنيا بداخله بكبسة زر , وتفرج يا سلملم عالخيبة يا سلام على قولة صديقي المرحوم إمام عيسى ,وعندما لاتعجك المحطة التي استخدمتها تنقل إلى الثانية ... فالثالثة  فالرابعة ... الخ الخ الخ وعندما تجد أن الجميع متشابه بكل شيء تعود إلى القناة الأولى وتستخدمها مرة ثانية وهكذا فلن تدخل هذه الوسائل الإستخدام لمرة واحدة
نعود إلى تسميتها بوسائل إعلام وكيف أيضا استطاعت هذه الوسائل أن تهرب من قانون آخر وهو أن الإسم من المسمى فعندما نقول وسيلة إعلام هذا يعني أنها تعلمنا عن أشياء نجهلها ,أما أن تكون هي وسائل تجهيل وتضحك علينا وتختفي خلف ضدها وتقلب مفاهيمنا فهذا شيء آخر
تقوا أحد الأقنية الإخبارية في خبرها الأول :مقتل جنديين أمريكيين في العراق, 
ثم في التفاصيل عن الخبر نستنتج أن عدد العراقيين الذين ودعوا إلى أحضان ابراهيم لا يقل عن مئة بين قتيل ولا ندري إن كان شهيد لأننا لانعرف  ماذا كان يفعل عند حصول الإنفجار ومن هو القائم بالعمل
 

31‏/3‏/2010

أشياء حميمية


كثيرة الأشياءالحميمية في حياتنا , وكثير نسياننا لها, وربما هي نعمة النسيان نمر بأشيائتا هذه دون أدنى اهتمام أو شعور , ولو فقدناها يوماً لما أغمضت لنا عين , هل فكرت يوماً أن تدخل غرفة نومك بعد يوم متعب ولم تجد مخدة ترمي عليها ثقل رأسك المفعم بالتعب , ما العمل , هل فكرت يوماً بالعلاقة البسيطة بين هذه القطعة من الجمادات التي تعيش معك بكل هدوء وسكينة , وهل حاولت في لحظة لم تستطع أن تغفو لفقدانك إياها أن تجري معها حواراً  يغوص في أعماقك وأعماقها ، كما غاص جبران مع ساقيته هل حدث معك أن عدت من سفر لتجد ساقية المياه التي تمر بقرب 
بيتك وقد بح صوتها , أو حاولت أن تغلق باب بيتك في نهاية رحلتك اليومية لتكتشف أن الباب لا يمكنك إغلاقه لسبب ما , لتكتشف فجأة كم لهذا الباب من أهمية في حياتك وأين أودت بك أفكارك بعد اكتشافك فقدان هذا الباب سأحاول هنا أن أتذكر بعض تلك الأشياء الحميمية والتي لا نتذكرها إلى حين فقدانها ,من خلال ما يتوفر عندي من القصائد والأغاني والقصص وسأبدأ مع شاعر لا أجد في اللغة ما يمكن أن يعطيه حقه إلا ذلك الصوت الذي ترنم بالقصيدة مع موسيقا فنان لايمكن أن تصفه إلا كلمة فنان ثلاثية تقتحم خلايا الشعور والأحاسي , جوزيف حرب - فيلمون وهبي _ وسيدة  الحب والحنين

على باب منوقف ... تنودّع الأحباب ، نغمرهن وتولع إيدينا

 بالعذاب
وبواب بواب إ شي غرب شي صحاب .. شي مسكر وناطر ،تا

 يرجعو الغياب
آه البواب
وقت اللي بلوحلك ، وبسكّر الباب بياخدني الحنين بفكر رح اشتقلك
بفكر ع هالباب رح انطر سنين
أه يا باب المحفور عمري فيك رح أنطر
وسمّيك باب العذاب
في باب غرقان بريحة الياسمين
في باب مشتاق
في باب حزين
في باب مهجور أهلو منسيين
هالأرض كلها بيوت
يا رب خليها مزينة
ببواب
ولا يحزن ولا بيت ولا يتسكر باب
عندي الكثير الكثير من الكلام  حول  الأبواب ولكن ما قاله الشاعرأجمل من أتحدث بعده بشيء  فأحطم جمالياته

13‏/2‏/2010

شي زهرة حمرا

بقطفلك ....
 بس هالمرّة ......
 شي زهره حمرة 
هالمرّة 
هالمرّة بس
حين يمتزج الحب بالحنين يكون الحب حبا والحنين حنينا ، كنت أحاول أن أترجم حنين 2  إلى صفحاتي وهوامشي , وإذ بي متشتت الفكر حيران العقل ، تتقاذفني الأمواج يمنة ويسرة و والعالم من حولي يحتفل بعيد الحب ، أما أنا فيرميني الحزن  خارج حدود الفرح , وحدها سيدة الحب والحنين تهدهد ني وتمرجحني بعدي الصوت لعلها تمنح إغفاءة لروحي المكسورة بأمواج  اللوعة والحنين 
بقطفلك بس هالمرّة
هالمرّة بس عا بكرا
 عا بكرا بس شي زهرا
شي زهرة حمرة 
 فقط  هالمرّة ,وفقط زهرة واحدة  , ..... ربما لايكفي كل ما في الدنيا من زهور بكل ألوانها وعبيرها إن أردت أن أقدم لكل مايستحق الحب زهرة واحدة , لكل ذكرى  مرت بخاطري على تلك الصخرة , ولكل إنسان مر أمامي أو بخاطري وأنا أحادثها وأبثها أحزاني وأفراحي وأفكاري المجنونة  
هل يكفي أن نقطف كل الزهور لنقدمها معاَ  في صباح واحد  بارد مفعم بالغبطة والذكريات , هل سرقنا الزمن ولم يترك لنا في العام إلاّ يوما واحدا نحب به , أم نتذكر من وما نحب لنلقي على جبينه وردتنا الحمراء , كم أنت شقي ومتعب أيها العالم الذي لايتسع في العام إلا لواحد من أيامه اللأربعة والستين بعد الثلاث مئة 
عفواً سيدتي فيروز , سأترك لك كل ورود الدنيا لعلها تستحق أن نقدمها لك , وأصنع ورداتي التي  لاتذبل , من خيال يكاد ينهكه الشوق والحنين 
زهرة حمراء على قبري صديقتي الصخرة التي دفنت في مكان مجهول وأنا خارج حدود الوطن
وردة للنهر  الحبيب الذي أصيب  بداء الجفاف اللعين ووردة لواديه العميق  العابق برائحة النعنع البري والتشوق  لهديره الجميل
ووردة لبحيرة السد الذتي تمد الأرض بالحياة
وردة  واحدة لأكل أبناء بلدتي الطيبين
لقعة شيزر التي  تغفو على وداي النهر البديع من جهة وعلى سهول الخير من الأخرى
لكل شارع تعزف عليه أقدام الأطفال والأحبة أنغام البقاء لتقول للمستقبل نحن قادون
لطفل  يلهو بأغنية ( يا جبل اللي بعيد خلفك حبايبنا , بتموج متل العيد وهمك متاعبا  , اشتقنا للمواعيد , بكينا تعذبنا  .... ويا جبل البعيد
خلفك ........حبايبنا
فافرح أيها الطفل الذي  ذهب أحبابه خلف الجبل البعيد, ولكننا خلف رمال ورمال ورمال
ووردة لمن لا تكفي ورود الدنيا بكل ألوانها وطيبها لتعبر له عن  بعض ما يستحق من الحب والتقدير
ووردة لكل من يتمنى ويعمل على أن يقلب العالم رأسا على عقب ويجعل يوما واحدا للبغض والكره  وباقي السنة للحب
أحبيني.......
ولا تتسائلي كيف
ولا تتلعثمي خجلا 
ولا تتساقطي خوف





12‏/2‏/2010

حنين 1

كثيرا  ما يضربني أحدهم بالسؤال التالي :"لمن  ولما تحن في  بلدك "
إنه السؤال  المرّ ، الذي يؤدي إلى نزيف الذاكرة وجلطة الروح ، سأترك في هذه الرسالة كل ماله علاقة بالأرواح والأحياء لأتحدث  عن صخرة صماء أرى فيها من الحياة والروح ما لا يجتمع بجميع من يرددون هذا السؤال
ليست وجه بحار قديم  كما تقول الأغنية , إنها كل الوجوه وكل الأشياء  التي أسست للذاكرة الأولى ,  في عودتي الأولى  , من منفي الروح
كانت  السيارة تجتاز الطريق الممتد من المدينة باتجاه البلدة في منتصف كانون الثاني ، الوقت  الذي نكون فيه  على موعد شبه سنوي مع  عناق السماء للأرض ، وتحول كل الألوان إلى  نقاء الميلاد المجيد , حيث ترتدي تلك البلدة ثيابها الجديدة وتتحول إلى خلية  نحل لا تهدأ استعداداً للعيد ، تجاوزت السيارة مقابر كروم العنب التي كانت  تطيل في وداعك كما كانت تطيل في استقبالك عند العودة , تلك الكروم التي كانت تنتشر على جانبي الطريق , و كانت وقود أهل البلدة الروحية والمادية، وصلت إلى  مدخل البلدة  وقرأت على قوس النصر  ترحاب البلدة بكل من يصل إليها ، كانت العيون ترسل القبلات بكل الإتجاهات ، والرأتان تسحبان الأنفاس بقوة  ومتعة كأني لم أذق الهواء من  زمن بعيد ، يفصلني عن بيتي تلك الشارع الممتد من المدخل الجنوبي للبلدة إلى شمالها , تلك  الشارع الذي كان أحد أربعة شوارع مطلية بالإسفلت عندما كنت  أجلس إلى تلك الصخرة التي وصلت بي السيارة الآن إلى مكان إقامتها قبل أن  أصحو من تأملاتي  على صوت السائق يقف حائراً وهو يوجه حيرته لي
- إلي اليمين أم  إلى اليسار
_ اه ...... اليسا...... اليسار  ... ألم أقل لك اليسارن أم أنني أخطأت
-- عفواً يا سيدي ، لقت قلت اليسار حقيقة ، ولكنني لمحتك تحاول رفع نفسك عن المقعد وتنظر باتجاه اليمين
في الحقيقة كان البيت على بعد عشرات الأمتار باتجاه اليسار بعد عمود الكهرباء المحني  الظهر من قبل الحرب الأخيرة مع الإسرائيليين
أي منذ أكثر من ثلاثة وثلاثين عام ، وكانت  علي اليمين تلك الصخرة التي كنت أتصورها بل أثق بما لا يقبل الشك بأنها مركز هذا الكون , تلك الصخرة المثلثة الشكل التي كانت تقف في مركز الكون ، وكانت الموطن الذي حوى كل أفكاري وأحلامي الأولى
تلتهي أمي ، إن كانت ماتزال في البيت ولم تذهب مع جيع الكبار من الرجال والنساء إلى الحقل، تلتهي  بإفطار أخوتي الكبار للذهاب إلى المدرسة , وكنت أتسرب من الباب الصغير المركب وسط باب كبير يدخل الجمل بما حمل ، أذهب باتجاه الصخرة , أجلس عليها ،  أعزي نفسي بمراقبة وجوه  التلامذة القادمين إليها وأحلم أن اصبح كبيرا مثلهم لأقتحم باب المدرسة , ولم يكن  يفصلني عن تلك الحلم إلا سنة أو سنتين ليس  إلا ,  كل الطلاب سيمرون علي تقريبا ، حيث لم يكن يومها شمال صخرتي إلا العديد من البيوت والمدرسة
وبعد دقائق يختفي الجميع وأبقى أنا وصخرتي  مركز العالم , ويبدأ حديث الروح للأرواح يسري
_ هذا الولد يبدو عليه العجرفة والتعالي  لا احبه , اقول لها , فتقول لي
-- ولكنك تفتح سجل حضورك كل يوم  ولو تأخر في الحضور يوما ما  تبدأ بالبحث عن أسباب الغياب وتبحث له عن أعذار لغيابه
     تماما كما تفعل مع المعلم الطويل , الأشقر الشعر والأزرق العينين
وكان يسرقني الزمن وأنا أتأمل العالم في خيالي الصغير غير مصدق أن الأرض مكورة ككرة الثياب العتيقة التي يلعب فيها الأولاد ، بعد أن سمعت تلاميذ المدرسة يقولون بأن الأرض  كالكرة ، ولم يقبل عقلي الطفولي هذه النظرية ، لا لشيء وإنما لأن مركز الأرض يكون ظلاماً دامسا  , وأناتعودت على  أن يكون مركز الأرض  هو تلك الصخرة التي أتركها الآن وأنا في خوف عليها أن تخسر مركزيتها للكون على موعد معها قبل انتهاء الدوام وخروج التلاميذ

2‏/2‏/2010

هذيانات على الحد الضائع

كثيراً  ما تختلط الحدود الفاصلة في  حياة من شاء قدره أن  تكون صرخة استغاثته الأولى بين المائين ,أي بين المحيط  الذي يضيع حده الفاصل  بين العربي والفارسي , وبين المحيط الأطلسي , والذي لم يبقى لنا إلاّ أن نسميه المحيط العربي , حيث تستمر صرخة الإستغاثة من المهد إلى اللحد , ويستمر  اختلاط الحدود الفاصلة  بين كل الأشياء
انتهت كل الأوراق اللازمة وأصبح الحلم في اليد ، ما أسرع  أن حددت  تاريخ السفر بعد يومين  فقط ، ولكن كيف ؟ ... لا أعرف  ...سفر جديد من أسفار الحياة سيبدأ ،  سفر الغربة والإغتراب
اختلاط الحدود بين الحلم والحقيقة ,  الفرح والحزن ، الضعف والقوّة , بين الحلم والحلم .....
الحلم بتأمين بيت في وطن تنتمي إليه ولا تملك فيه غير  ثلاثة  طيور من طيور الجنة وحبيب تسند عليه رأسك بين ضياع وضياع , وعجوز لم يترك لها زمنها إلاًك ، حين صار البيت حلماً  لا يمكن أن تصل إليه إن كنت متعلماَ، وسهلاً  لكل الجهلة غير المتعلمين , 
قلت لصديق مثلي عندما سألني عمّا جنيته في عملي الإداري  
- يبدو أن هذا الوطن لا  يطيب العيش فيه إلاّ للحمير لنعم عديدة اختصت بها
- ولكنك قضيت حياتك تعمل كالحمار لا تكل ولا تمل
- لا تنسى أن للحمير أنواع كالبني آدميين  وأنا من الحمير الذين يحملون بلا كلل ولا ملل وعليهم يقف ما تبقى من وطن ، وكما يقال في المثل الدارج ( لو خليت خربت ) , وعادت بي الذكرى إلى حرب قديمة شاركت فيها عندما كنت في الخدمة العسكرية ،  حيث نقل لي ولأحد أفراد كتيبة حفظ الكرامة والسمعة والنزاهة التي كنّا ننتمي إليها معاً بأن السيد العميد قال عن الرجل الواقف بجانبي إنه حمار ، وحينها احمّر زميلي في الكتيبة غيظاً وحنقاً وفتح فمه يحاول السباب والشتام ، ولكنني كنت أسرع منه بقهقهة عالية صدرت منّي فأثارت استغرابه واستهجانه ولم  ويلبث أن اصدر أعلى منها عندما سمعني أقول لناقل البشرى
- لو لم يبق في البلد أمثالنا من الحمير  من أين  كان سيجد وأمثاله   ما يسرقون 

1‏/2‏/2010

كلمة حلوة وكلمتين حلوة يا بلدي

يا ضيعتنا
صرلي مدة ما اكتبتلك
بدي قلكِِ
بس ما بعرف شو رح قلّك
كنت بقلّك مشتقلك
لولا ما بخاف
حدا يفكّر إنّي تركتك
تا اشتقتلك
ربما كان لتلك الأرض التي استقبلت خطواتنا الأولى  علاقة ما بدفعنا بعيداً عن ضجيجنا الأول وطرقاتنا الموحلة المعشعشة في زوايا ذاكرتنا بحيث لم ولن يصلها النسيان 
هي كل أو معظم ما بقي  في الذاكرة من جمال 
كثيراً ما توقظنا الذكريات من  زمن الراحة القليل الذي نستطيع أن نحصله من أنياب العمل المرهق وتعيدنا إلى أماكن محاها التطور والعمران  , وتفجر فينا حنينا إلى الحجر واليشر وكل شيء
هي صور من الذاكرة اللعينة التي لاتنسى , وعن ضيعة أصبحت الآن مدينة , لها علينا الكثير وليس لنا عليها إلاّ أن نظل نحملها في القلب إلى آخر المشوار , نمزج تلك الصور بالحب والإحترام , سنبدأ مشوارنا معاَ