13‏/2‏/2010

شي زهرة حمرا

بقطفلك ....
 بس هالمرّة ......
 شي زهره حمرة 
هالمرّة 
هالمرّة بس
حين يمتزج الحب بالحنين يكون الحب حبا والحنين حنينا ، كنت أحاول أن أترجم حنين 2  إلى صفحاتي وهوامشي , وإذ بي متشتت الفكر حيران العقل ، تتقاذفني الأمواج يمنة ويسرة و والعالم من حولي يحتفل بعيد الحب ، أما أنا فيرميني الحزن  خارج حدود الفرح , وحدها سيدة الحب والحنين تهدهد ني وتمرجحني بعدي الصوت لعلها تمنح إغفاءة لروحي المكسورة بأمواج  اللوعة والحنين 
بقطفلك بس هالمرّة
هالمرّة بس عا بكرا
 عا بكرا بس شي زهرا
شي زهرة حمرة 
 فقط  هالمرّة ,وفقط زهرة واحدة  , ..... ربما لايكفي كل ما في الدنيا من زهور بكل ألوانها وعبيرها إن أردت أن أقدم لكل مايستحق الحب زهرة واحدة , لكل ذكرى  مرت بخاطري على تلك الصخرة , ولكل إنسان مر أمامي أو بخاطري وأنا أحادثها وأبثها أحزاني وأفراحي وأفكاري المجنونة  
هل يكفي أن نقطف كل الزهور لنقدمها معاَ  في صباح واحد  بارد مفعم بالغبطة والذكريات , هل سرقنا الزمن ولم يترك لنا في العام إلاّ يوما واحدا نحب به , أم نتذكر من وما نحب لنلقي على جبينه وردتنا الحمراء , كم أنت شقي ومتعب أيها العالم الذي لايتسع في العام إلا لواحد من أيامه اللأربعة والستين بعد الثلاث مئة 
عفواً سيدتي فيروز , سأترك لك كل ورود الدنيا لعلها تستحق أن نقدمها لك , وأصنع ورداتي التي  لاتذبل , من خيال يكاد ينهكه الشوق والحنين 
زهرة حمراء على قبري صديقتي الصخرة التي دفنت في مكان مجهول وأنا خارج حدود الوطن
وردة للنهر  الحبيب الذي أصيب  بداء الجفاف اللعين ووردة لواديه العميق  العابق برائحة النعنع البري والتشوق  لهديره الجميل
ووردة لبحيرة السد الذتي تمد الأرض بالحياة
وردة  واحدة لأكل أبناء بلدتي الطيبين
لقعة شيزر التي  تغفو على وداي النهر البديع من جهة وعلى سهول الخير من الأخرى
لكل شارع تعزف عليه أقدام الأطفال والأحبة أنغام البقاء لتقول للمستقبل نحن قادون
لطفل  يلهو بأغنية ( يا جبل اللي بعيد خلفك حبايبنا , بتموج متل العيد وهمك متاعبا  , اشتقنا للمواعيد , بكينا تعذبنا  .... ويا جبل البعيد
خلفك ........حبايبنا
فافرح أيها الطفل الذي  ذهب أحبابه خلف الجبل البعيد, ولكننا خلف رمال ورمال ورمال
ووردة لمن لا تكفي ورود الدنيا بكل ألوانها وطيبها لتعبر له عن  بعض ما يستحق من الحب والتقدير
ووردة لكل من يتمنى ويعمل على أن يقلب العالم رأسا على عقب ويجعل يوما واحدا للبغض والكره  وباقي السنة للحب
أحبيني.......
ولا تتسائلي كيف
ولا تتلعثمي خجلا 
ولا تتساقطي خوف





12‏/2‏/2010

حنين 1

كثيرا  ما يضربني أحدهم بالسؤال التالي :"لمن  ولما تحن في  بلدك "
إنه السؤال  المرّ ، الذي يؤدي إلى نزيف الذاكرة وجلطة الروح ، سأترك في هذه الرسالة كل ماله علاقة بالأرواح والأحياء لأتحدث  عن صخرة صماء أرى فيها من الحياة والروح ما لا يجتمع بجميع من يرددون هذا السؤال
ليست وجه بحار قديم  كما تقول الأغنية , إنها كل الوجوه وكل الأشياء  التي أسست للذاكرة الأولى ,  في عودتي الأولى  , من منفي الروح
كانت  السيارة تجتاز الطريق الممتد من المدينة باتجاه البلدة في منتصف كانون الثاني ، الوقت  الذي نكون فيه  على موعد شبه سنوي مع  عناق السماء للأرض ، وتحول كل الألوان إلى  نقاء الميلاد المجيد , حيث ترتدي تلك البلدة ثيابها الجديدة وتتحول إلى خلية  نحل لا تهدأ استعداداً للعيد ، تجاوزت السيارة مقابر كروم العنب التي كانت  تطيل في وداعك كما كانت تطيل في استقبالك عند العودة , تلك الكروم التي كانت تنتشر على جانبي الطريق , و كانت وقود أهل البلدة الروحية والمادية، وصلت إلى  مدخل البلدة  وقرأت على قوس النصر  ترحاب البلدة بكل من يصل إليها ، كانت العيون ترسل القبلات بكل الإتجاهات ، والرأتان تسحبان الأنفاس بقوة  ومتعة كأني لم أذق الهواء من  زمن بعيد ، يفصلني عن بيتي تلك الشارع الممتد من المدخل الجنوبي للبلدة إلى شمالها , تلك  الشارع الذي كان أحد أربعة شوارع مطلية بالإسفلت عندما كنت  أجلس إلى تلك الصخرة التي وصلت بي السيارة الآن إلى مكان إقامتها قبل أن  أصحو من تأملاتي  على صوت السائق يقف حائراً وهو يوجه حيرته لي
- إلي اليمين أم  إلى اليسار
_ اه ...... اليسا...... اليسار  ... ألم أقل لك اليسارن أم أنني أخطأت
-- عفواً يا سيدي ، لقت قلت اليسار حقيقة ، ولكنني لمحتك تحاول رفع نفسك عن المقعد وتنظر باتجاه اليمين
في الحقيقة كان البيت على بعد عشرات الأمتار باتجاه اليسار بعد عمود الكهرباء المحني  الظهر من قبل الحرب الأخيرة مع الإسرائيليين
أي منذ أكثر من ثلاثة وثلاثين عام ، وكانت  علي اليمين تلك الصخرة التي كنت أتصورها بل أثق بما لا يقبل الشك بأنها مركز هذا الكون , تلك الصخرة المثلثة الشكل التي كانت تقف في مركز الكون ، وكانت الموطن الذي حوى كل أفكاري وأحلامي الأولى
تلتهي أمي ، إن كانت ماتزال في البيت ولم تذهب مع جيع الكبار من الرجال والنساء إلى الحقل، تلتهي  بإفطار أخوتي الكبار للذهاب إلى المدرسة , وكنت أتسرب من الباب الصغير المركب وسط باب كبير يدخل الجمل بما حمل ، أذهب باتجاه الصخرة , أجلس عليها ،  أعزي نفسي بمراقبة وجوه  التلامذة القادمين إليها وأحلم أن اصبح كبيرا مثلهم لأقتحم باب المدرسة , ولم يكن  يفصلني عن تلك الحلم إلا سنة أو سنتين ليس  إلا ,  كل الطلاب سيمرون علي تقريبا ، حيث لم يكن يومها شمال صخرتي إلا العديد من البيوت والمدرسة
وبعد دقائق يختفي الجميع وأبقى أنا وصخرتي  مركز العالم , ويبدأ حديث الروح للأرواح يسري
_ هذا الولد يبدو عليه العجرفة والتعالي  لا احبه , اقول لها , فتقول لي
-- ولكنك تفتح سجل حضورك كل يوم  ولو تأخر في الحضور يوما ما  تبدأ بالبحث عن أسباب الغياب وتبحث له عن أعذار لغيابه
     تماما كما تفعل مع المعلم الطويل , الأشقر الشعر والأزرق العينين
وكان يسرقني الزمن وأنا أتأمل العالم في خيالي الصغير غير مصدق أن الأرض مكورة ككرة الثياب العتيقة التي يلعب فيها الأولاد ، بعد أن سمعت تلاميذ المدرسة يقولون بأن الأرض  كالكرة ، ولم يقبل عقلي الطفولي هذه النظرية ، لا لشيء وإنما لأن مركز الأرض يكون ظلاماً دامسا  , وأناتعودت على  أن يكون مركز الأرض  هو تلك الصخرة التي أتركها الآن وأنا في خوف عليها أن تخسر مركزيتها للكون على موعد معها قبل انتهاء الدوام وخروج التلاميذ

2‏/2‏/2010

هذيانات على الحد الضائع

كثيراً  ما تختلط الحدود الفاصلة في  حياة من شاء قدره أن  تكون صرخة استغاثته الأولى بين المائين ,أي بين المحيط  الذي يضيع حده الفاصل  بين العربي والفارسي , وبين المحيط الأطلسي , والذي لم يبقى لنا إلاّ أن نسميه المحيط العربي , حيث تستمر صرخة الإستغاثة من المهد إلى اللحد , ويستمر  اختلاط الحدود الفاصلة  بين كل الأشياء
انتهت كل الأوراق اللازمة وأصبح الحلم في اليد ، ما أسرع  أن حددت  تاريخ السفر بعد يومين  فقط ، ولكن كيف ؟ ... لا أعرف  ...سفر جديد من أسفار الحياة سيبدأ ،  سفر الغربة والإغتراب
اختلاط الحدود بين الحلم والحقيقة ,  الفرح والحزن ، الضعف والقوّة , بين الحلم والحلم .....
الحلم بتأمين بيت في وطن تنتمي إليه ولا تملك فيه غير  ثلاثة  طيور من طيور الجنة وحبيب تسند عليه رأسك بين ضياع وضياع , وعجوز لم يترك لها زمنها إلاًك ، حين صار البيت حلماً  لا يمكن أن تصل إليه إن كنت متعلماَ، وسهلاً  لكل الجهلة غير المتعلمين , 
قلت لصديق مثلي عندما سألني عمّا جنيته في عملي الإداري  
- يبدو أن هذا الوطن لا  يطيب العيش فيه إلاّ للحمير لنعم عديدة اختصت بها
- ولكنك قضيت حياتك تعمل كالحمار لا تكل ولا تمل
- لا تنسى أن للحمير أنواع كالبني آدميين  وأنا من الحمير الذين يحملون بلا كلل ولا ملل وعليهم يقف ما تبقى من وطن ، وكما يقال في المثل الدارج ( لو خليت خربت ) , وعادت بي الذكرى إلى حرب قديمة شاركت فيها عندما كنت في الخدمة العسكرية ،  حيث نقل لي ولأحد أفراد كتيبة حفظ الكرامة والسمعة والنزاهة التي كنّا ننتمي إليها معاً بأن السيد العميد قال عن الرجل الواقف بجانبي إنه حمار ، وحينها احمّر زميلي في الكتيبة غيظاً وحنقاً وفتح فمه يحاول السباب والشتام ، ولكنني كنت أسرع منه بقهقهة عالية صدرت منّي فأثارت استغرابه واستهجانه ولم  ويلبث أن اصدر أعلى منها عندما سمعني أقول لناقل البشرى
- لو لم يبق في البلد أمثالنا من الحمير  من أين  كان سيجد وأمثاله   ما يسرقون 

1‏/2‏/2010

كلمة حلوة وكلمتين حلوة يا بلدي

يا ضيعتنا
صرلي مدة ما اكتبتلك
بدي قلكِِ
بس ما بعرف شو رح قلّك
كنت بقلّك مشتقلك
لولا ما بخاف
حدا يفكّر إنّي تركتك
تا اشتقتلك
ربما كان لتلك الأرض التي استقبلت خطواتنا الأولى  علاقة ما بدفعنا بعيداً عن ضجيجنا الأول وطرقاتنا الموحلة المعشعشة في زوايا ذاكرتنا بحيث لم ولن يصلها النسيان 
هي كل أو معظم ما بقي  في الذاكرة من جمال 
كثيراً ما توقظنا الذكريات من  زمن الراحة القليل الذي نستطيع أن نحصله من أنياب العمل المرهق وتعيدنا إلى أماكن محاها التطور والعمران  , وتفجر فينا حنينا إلى الحجر واليشر وكل شيء
هي صور من الذاكرة اللعينة التي لاتنسى , وعن ضيعة أصبحت الآن مدينة , لها علينا الكثير وليس لنا عليها إلاّ أن نظل نحملها في القلب إلى آخر المشوار , نمزج تلك الصور بالحب والإحترام , سنبدأ مشوارنا معاَ