18‏/5‏/2010

أشياء حميمية 2

بجمالية لا مثيل لها استطاع الشاعر جوزيف حرب أن يجعل الأبواب تحس بأحاسيسنا ومشاعرنا ، ولكن شا عرنا اليوم ذهب بنا بعيداَ ، وأبعد مما فعله شاعرنا الأول ، حيث جعل الأبواب تنطق بأحاسيسها ومشاعرها ونقل لنا أفراحها وأحزانها
ليس ثرثاراً
فأبجديته المؤلفة من حرفين فقط
تكفيه تماماً للتعبير عن وجعه
(طق !)
كم من مرّة نقلنا وجعنا إلى باب من اللأبواب وكم ومن مرة جعلتنا أبجدية ألم الباب نتنفس الصعداء
و
وحده يعرف جميع الأبواب
هذا الشحاد
ربما لأنه مثلها
مقطوع من شجرة
هل حاول أحدنا أن يبنى علاقة مع باب من الأبواب العديدة التي نمر بها يومياً بهذه الحساسية ، ليصل إلى الأصل الواحد
باب الكوخ
يتفرج بكل راحة
مسكين باب القصر
تحجب المناظر عن عينيه ، دائماً
عجقة الحراس
أصمت أيها المجنون فلا تعليق عندك يليق بأحاديث الأبواب ، فمن يحب أن يسمهعا من أصحابه بكبسة على غوغول يمكن أن

16‏/5‏/2010

ابتكار عربي


الموت : دائماً له وقع مختلف وطعم مختلف متى كان زمانه وأين 

كان مكانه , ودائما يكون بطرق مبتكرة خاصة إذا كان مكانه بين الماءين ، وزمانه  زمان النباح  والعواء والخواء , وحتى الموت 
الإلكتروني على الطريقة العربية
 أخوية ، لم تكن مكان لتجمع آرائنا وأفكارنا , كانت بديلاً لوطن 
 ابتعدنا عنه وبقينا عالقين في رماله المتحركة , بكبسة زر  أرى 
 بردى وأشم رائحة النعنع البري على ضفاف العاصي ,أسمع 
 الأوف من فلاحة ,أداعب ورق أيلول ,وأجلس في قهوة عالمفرق, 
 أراقب العشاق الذين احتلوا  مقاعدنا  فيها بعد أن تركنا الزمان في 
آخر محطاته ، كانت أخوية صباحات التي يتكتك فيها العصفور كل
 يوم رغم أنني كنت أطوّل سهرتي هناك , ولكن شيء ما يدفعني
 للإستيقاظ باكراً , لأقول لكم صباح الخير
بدلاً لغربة مشبعة بالنفط والغبار والخواء , جرعة من أكسير الأمل والفرح أرتشفها ساعة أشاء بكبسة زر , اختفت على الطريقةالعربية
ولكن  الدماء التي انتشرت لم تكن دماء القتيل , كانت دماء من نوع آخر ودموع  من نوع آخر أيضا .
صعب هو الموت , وأصعب منه الموت الجماعي . حتى ولو كان
ا لموت الإلكتروني , وحتى ولو كان القتلى من أمة احترفت القتل
 بأبشع أشكاله وبدون أسباب

أخوية لم تكن عالماً افتراضياً ؟؟؟؟!!!!! 
كانت عالماً بديلا وجميلا  عما يمر بنا من أيام لا نحسد عليها 
 لأنني تعلمت فيها ولم أتخرج منها ,لأن من يدخل أخوية يبقى 
طالباً رغم كل شيء , لأنه يتعلم في كل لحظة يدخل إليها
فجأة لحقت أخوية بكل  شيء فقدناه في أمة لم يتعود أبناؤها على 
التحكم بعواطفهم عندما يفقدون الأشياء الرخيصة , بعد أن فقدوا
 كل الأشياء الغالية
مشكور كل من ساهم بولادة أخوية  , وكل من ساهم بوجودها 
وتطورها , ومشكور كل من ساهم بقتلها وقتلنا  , لأننا تعودنا على 
الموت بكل أساليبه الحضارية والعربية , وتعودنا قتل الأفكار 
 والمشاعر
 ولا أستطيع إلا أن أقول كما قال شاعرنا الكبير بشارة الخوري

يا أمة غدت الذئاب تسوسها

غرقت سفينتها فأين رئيسها

غرقت فليس هناك غير حطائم

يبكي مؤبنها ويضحك سوسها

وما زلت بانتظار أن تولد أخوية من جديد كطائر الفينيق

هل يحق لنا أن نحلم , أو نأمل

أظن ذلك

تناقض أسماء


تسمى وسائل الإعلام بهذه التسمية و لأن مهمتها الإعلام , كما أن الكندرجي والبويجي يعتمد في تسميتهم على نوع العمل او الفعل الذي يمارسه كل منهما , فالكندرجي يقوم بإصلاح الكنادر , أو كان يقوم بإصلاح الكنادر قبل التطور المذهل والوصول إلى عصر الإستخدام لمرة واحدة , لمعظم السلع ابتداء من زجاجة الكوكا كولا مرورا بالأزواج والزوجات وليس آخرها المواطن استخدام مرة واحدة أو الوطن استخدام مرة واحدة وهي الرحيل عنه أو فراقه (روحة بلا رجعة أو مؤبداً مثل العديد من الأفعال العربية التي تحمل صفة المؤبد كالسجن المؤبد والغباء المؤبد ...... الخ من المؤبدات)
 وحدها ماتسمى بوسائل الإعلام العربية هي التي لا ينطبق عليها قانون الإستخدام مرة , واحدة , وليس لأنها فوق القانون بل لأنها كلها متشابهة , فعندما تحاول أن تستعلم عمّا يدور حولك في العالم , تفتح الصندوق الذي تحبس الدنيا بداخله بكبسة زر , وتفرج يا سلملم عالخيبة يا سلام على قولة صديقي المرحوم إمام عيسى ,وعندما لاتعجك المحطة التي استخدمتها تنقل إلى الثانية ... فالثالثة  فالرابعة ... الخ الخ الخ وعندما تجد أن الجميع متشابه بكل شيء تعود إلى القناة الأولى وتستخدمها مرة ثانية وهكذا فلن تدخل هذه الوسائل الإستخدام لمرة واحدة
نعود إلى تسميتها بوسائل إعلام وكيف أيضا استطاعت هذه الوسائل أن تهرب من قانون آخر وهو أن الإسم من المسمى فعندما نقول وسيلة إعلام هذا يعني أنها تعلمنا عن أشياء نجهلها ,أما أن تكون هي وسائل تجهيل وتضحك علينا وتختفي خلف ضدها وتقلب مفاهيمنا فهذا شيء آخر
تقوا أحد الأقنية الإخبارية في خبرها الأول :مقتل جنديين أمريكيين في العراق, 
ثم في التفاصيل عن الخبر نستنتج أن عدد العراقيين الذين ودعوا إلى أحضان ابراهيم لا يقل عن مئة بين قتيل ولا ندري إن كان شهيد لأننا لانعرف  ماذا كان يفعل عند حصول الإنفجار ومن هو القائم بالعمل