4‏/7‏/2010

المتغير الوحيد في حياته ، عداد الزمن ما زال مستمراً بالعمل رغم شعوره ببطء نبضاته , فالبارحة عندما جلس أمام مكتبه أعلنت الساعة على الشاشة أمامه الثامنة من صباح يوم الأربعاء 10/14/ 2009 أما اليوم فأصبح 10/15 وغير ذلك لا يشعر بأي تغيرات إلا عندما يتجرأ أو يضطر للنظر إلى المرآة , فيعتريه الأسى والحزن ويشعر بان هذه الصحراء أعطت لونها ليس لبشرته فحسب بل حتى لروحه , وعندها فقط يعرف معنى أن ينتمي الإنسان لبلاد الشام
كآخر كل يوم عاد إلى زنزانته المنفردة , القى بحمل جسده عنه على السرير بكامل لباسه , والعتمة تلف المكان, لا يريد إشعال النور , فلا يرغب أن يراه أطفاله يمسح الدموع من عينيه , فاليوم أيضاً فقد صديقا عزيزا عليه
- ولكنني فقدت كل شيء عزيز منذ ذرفت أول دمعة رحيل , قال في نفسه
بحث عن لحافه ليغطي رأسه بمزيد من العتمة , أين ذهب اللعين ؟! يا إلهي كيف أنام بدون اللحاف والكونديشن شغال, صحيح نحن في منتصف تشرين ولكن لا يمكن أن تنام هنا بدون التبريد فالرطوبة ألعن من الحر , حسناً أطفأ جهاز التكييف , لا .... لا يمكنني ذلك لأنني أصبح وجلدي ملوناً كجلد النمر من الحساسية
أشغل نفسه بهذه الأمور الثلاثة , اللحاف , الكونديشين , الحساسية والبرد الذي يمسك أسفل رجليه
أغمض عينيه على دموع رجل شرقي خوفا أن تراها الصور المتعربشة على جدران الغرفة , وعندما فتح عينيه في الصباح كان أول ما وقعت عليه اللحاف الذي ينام تحت رأسه بهدوء وسكينة وأمن