28‏/9‏/2010

إما قاتلاً أو ابن عمه

تجهم وجهي واعتراني فيض حزن حيواني وأنا أشاهد  الدم يتدفق من رأس الحمار المسكين مختلطاً  بدماء بني آدم  , وأشلاءَه مختلطة  بأشلائهم , وعندما أزحت وجهي  عن وسيلة التجهيل الفضائية التي من أهم وظائفها إلغاء العقل والروح وتعويد الإنسان على  مناظر القتل  اليومية , وكان وجه صديقي أكثر حزناً منّي  ,  اصطدمت عيناه بعينيّ , حاول أن يخفي ضعفه الذكوري الشرقي مبعداَ عينيان تضجان بالدموع......!!!!!
شو ذنب هالمسكين يروح بحرب  إنسانية .........
هل تجاوز بني آدم كل حدود الوحشية والحيوانية , وهل  ما زالت كلمة بني آدم  تعني ما كانت تعنيه ,أم أننا بالأساس قد طليناها بكل أنواع وألوان الأصباغ لننسى أن أبانا آدم  , هو  صاحب الخطيئة الأولى , وأن ابنه صاحب أول جريمة في التاريخ , وأننا منحدرون من  سلالة إمّا قاتلاً او مقتولاً 

18‏/9‏/2010

الدجاجات التي أكلت نفسها

فرك أبو حنان يديه ببعضهما والإبتسامة تعلو وجهه ، ثم ضرب كفّاً بكف وازداد ابتساماً ، نادى أم حنان التي جاءت مسرعة ولما رأت ما هو عليه
- خيراً  إنشاء الله ........
وقبل أن تكمل جملتها وبحركة من يديه قال لها
- بسرعة  أندهي لي أبا عيسى فوراً ، 
ولمّا علت إشارات الحيرة والتعجب وجهها أردف أبو حنان
- ولك أبو عيسى جارنا ،أي نعم جارنا لا يذهب عقلك إلى البعيد ، صدق من قال إن عقل المرا لا يغدو أن يكون كعقل الدجاجة ، نعم الدجاجة الدجاجة
وكانت أم حنان خرجت حالا لألاّ تسمع المزيد ، ضحك أبو حنان ثم قهقه بصوت عال 
- كم أنت فهيم وعليم وحكيم يا أبو حنان ، الآن سأضرب عصفورين بحجر واحد ، بل أكثر من عصفورين ، سأساعد الرجل ، وأكسب حسنة لله هكذا لوجه الله ، فلم يعد لي من مطمع في هذه الحياة الفانية ، فلْأتفرغ لأكنز لي كنوزاً في السماء ، ثم ما المانع إن استفدت وأفدت
- السلام عليكم يا جاري العزيز
أيقظه صوت جاره أبي عيسى من خيالاته وأحلامه ، وأسرع لاستقباله وإحضار كرسي له ، غير ملاحظ علامات الاستغراب على وجهه ، وعلت كلمات  الترحيب بجاره  الذي ازداد حيرة وخاصة حين  أمر زوجته بإحضار القهوة لجاره العزيز الذي بدأ حواره معه
- اسمع يا جاري العزيز ، لقد .... هل تصدقني إذا قلت لك إنني ...أفكر فيك من أكثر من أسبوع لم تغادر بالي ياجاري العزيز
- خير انشاء الله
- لا ... لا شيء ... فقط قلت لحالي  لماذا يا أبا حنان لا تقدم مساعدة بسيطة لجارك  أبي عيسى  فهو لا عمل لديه ولا عنده شبرين من الأرض ليتسلى فيهما فما المانع أن أساعده
- وكيف ستساعدني ياجاري العزيز
_ اسمع .... سأشتري لك  عشر دجاجات بالتمام والكمال ، ما رأيك يا جاري العزيز
- كيف يعني ؟
- تمهل يا جاري العزيز تمهل ففي العجلة الندامة وفي التأنّي السلامة ، سأبين لك كل شيء ، اعتبر الدجاج لي وهي في عهدتك ، أنا أدفع ثمنها وأشتريها لك ، لك ها , وانت   تربيها ، وتحصل انت  ، ها .. أنت وأنا على البيض ، بمعنى نتقاسم البيض مناصفة .
وهنا بدأ لسان أبي عيسى يمسح شفتيه بلسانه ويعض عليهما بأسنانه ، هازاً رأسه بدون انتباه ، محدثاً نفسه " ‘إيييه كم مضى عليك يارجل لم تشم رائحة البيض المقلي ، بل والمسلوق  أيضاً 
- أي لم ترد علي ياجاري العزيز ؟ ماذا قلت ، هكذا لوجه الله  ، يميناً معظماً لوجه الله . طبعاً موافق ها ، خير البر عاجله ، هيّا ياصديقي هيا
وقبل أن تحضر زوجته فنجان القهوة كانت يد أبي حنان تسحب أبا عيسى خلفها خارج الدار ،  ومشت أم حنان خلفهما حتى باب الدار
والدهشة تعلو وجهها
يتبع