2‏/2‏/2010

هذيانات على الحد الضائع

كثيراً  ما تختلط الحدود الفاصلة في  حياة من شاء قدره أن  تكون صرخة استغاثته الأولى بين المائين ,أي بين المحيط  الذي يضيع حده الفاصل  بين العربي والفارسي , وبين المحيط الأطلسي , والذي لم يبقى لنا إلاّ أن نسميه المحيط العربي , حيث تستمر صرخة الإستغاثة من المهد إلى اللحد , ويستمر  اختلاط الحدود الفاصلة  بين كل الأشياء
انتهت كل الأوراق اللازمة وأصبح الحلم في اليد ، ما أسرع  أن حددت  تاريخ السفر بعد يومين  فقط ، ولكن كيف ؟ ... لا أعرف  ...سفر جديد من أسفار الحياة سيبدأ ،  سفر الغربة والإغتراب
اختلاط الحدود بين الحلم والحقيقة ,  الفرح والحزن ، الضعف والقوّة , بين الحلم والحلم .....
الحلم بتأمين بيت في وطن تنتمي إليه ولا تملك فيه غير  ثلاثة  طيور من طيور الجنة وحبيب تسند عليه رأسك بين ضياع وضياع , وعجوز لم يترك لها زمنها إلاًك ، حين صار البيت حلماً  لا يمكن أن تصل إليه إن كنت متعلماَ، وسهلاً  لكل الجهلة غير المتعلمين , 
قلت لصديق مثلي عندما سألني عمّا جنيته في عملي الإداري  
- يبدو أن هذا الوطن لا  يطيب العيش فيه إلاّ للحمير لنعم عديدة اختصت بها
- ولكنك قضيت حياتك تعمل كالحمار لا تكل ولا تمل
- لا تنسى أن للحمير أنواع كالبني آدميين  وأنا من الحمير الذين يحملون بلا كلل ولا ملل وعليهم يقف ما تبقى من وطن ، وكما يقال في المثل الدارج ( لو خليت خربت ) , وعادت بي الذكرى إلى حرب قديمة شاركت فيها عندما كنت في الخدمة العسكرية ،  حيث نقل لي ولأحد أفراد كتيبة حفظ الكرامة والسمعة والنزاهة التي كنّا ننتمي إليها معاً بأن السيد العميد قال عن الرجل الواقف بجانبي إنه حمار ، وحينها احمّر زميلي في الكتيبة غيظاً وحنقاً وفتح فمه يحاول السباب والشتام ، ولكنني كنت أسرع منه بقهقهة عالية صدرت منّي فأثارت استغرابه واستهجانه ولم  ويلبث أن اصدر أعلى منها عندما سمعني أقول لناقل البشرى
- لو لم يبق في البلد أمثالنا من الحمير  من أين  كان سيجد وأمثاله   ما يسرقون 

ليست هناك تعليقات: